سيرة فرحان صالح: كفرشوبا (قصة حُبّ.. سيرة مكان)
أحمد ياسين في 17 أغسطس، 2016 * - جنوبية
عن "المجلس الأعلى للثقافة"، (مصر/القاهرة) صدرت السِّيرة الذاتية للكاتب اللبناني فرحان صالح، تحت عنوان: "كفرشوبا: قصّة حُبّ...سيرة مكان". (في الـ2015).
سيرة الفرد في خضم الاجتماع والتاريخ إحدى الأشكال الأدبية التي شهدتها اللغة العربية في العقود القليلة الأخيرة، تتمثل بكتابة السيرة الذاتية، التي يخوض فيها سياسيون ورجال أعمال وعسكريون وبطبيعة الحال أصحاب القلم من رجال الفكر والأدب والصحافة. والسيرة الذاتية، كما يعكس اسمها، تعبر عن أشياء عديدة غير الخوض في نوع أدبي. إذ إنها تعكس في المجال اللغوي العربي نزعة تمييز التجارب الخاصة، كما أنها التعبير عن تبلور الفردية. وإذ لاحظ أحد المستشرقين أن الأدب العربي الكلاسيكي يكاد يخلو من كتابة السيرة الذاتية، فإن الأدب العربي الحديث، الذي يعكس المؤثرات تبلور الفردية بنسب متفاوتة. إلا أن كتابة السيرة الذاتية عادة ما تبحث عن مبررات، فأولئك الذين لعبوا أدواراً في الشأن العام أو القادة أو الرؤساء والسياسيون يجدون في تجاربهم ما يبرر امتشاق القلم لكتابة سيرة تعبر عن تناغم بين العام والخاص. وبهذا المعنى فإن السيرة تقترب والحال من كتابة التاريخ من منظور شاهد على أحداثه. إلا أن فرحان صالح: كفرشوبا قصة حب وسيرة مكان، يتوارى دون أن يغيب، خلف ذريعة كتابة سيرة البلدة الجنوبية التي ولد فيها وسط عائلته المديدة. واسم كفرشوبا وحده يكفي أن يقدم المبرر لكتابة سيرة يكون البطل فيها بلدة شهدت أحداثاً جساماً منذ أربعة عقود ولا يزال اسمها يتكرر لموقعها بين حدود لبنان وسوريا وفلسطين.
ومع ذلك فإن ما يكتبه فرحان يتطرق إلى سنوات وعيه الأولى في بلدته تلك، العائلة، الوالد بالدرجة الأولى، ثم الأهل وسكان القرية: “كانت حياة سكان القرية، وحياة العائلة فيها مرآة لحياة الطبيعة، تتجدد حياة الناس بتجدد الطبيعة والعكس بالعكس…”.
تعليقات
إرسال تعليق